-->

التأثير في قلوب وعقول المحيطين بنا (2)


في كتابه "كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس"، قلنا إن كارنيجي أراد تقديم نماذج ناجحة ومنها شواب، هذا الشاب المتميّز في الإدارة وتحقيق النجاح على الصعيدين العملي والشخصي، فلما نظرنا إلى أدواته وجدنا شيئًا من المرونة مصحوبة ببسمة جميلة تزين وجهه.

في مقال اليوم أتحدث عن شعارات النجاح في شخصية هذا الرجل، إنها "الرغبة في التميز! التحدي! خلع القفازات! لقد أكسبته تلك الشعارات والإيمان بها أداةً مضمونة لرفع همة وروح الرجال".

هذه شعارات نطقها كارنيجي بحماس وهو يتحدث عن هذا الرجل، وتلك قصة تخبرنا الكثير أيضًا عنه، ففي إحدى المرات الأخرى التي كان يمر فيها شواب على أحد مصانع الصلب، شاهد مجموعة من الرجال يدخنون أسفل لافتة مكتوبٌ عليها "ممنوع التدخين"، وها هو هذه المرة أيضاً لم يتخذ إقراءً عقابياً إذ "مر عليهم ثم عاد وأعطى كل واحدٍ منهم سيجار، وقال سأكون ممتناً لكم أيها الفتيان إذا قمتم بتدخين هذه في الخارج، عندها أدركوا أنه قد علم بتجاوزهم القواعد والقوانين –وأعجبوا به لأنه لم يقل شيئاً عن الأمر ومنحهم هدية صغيرة وجعلهم يشعرون بأهميتهم".

حسب ما كتبه كارنيجي المعجب "لم يكن بوسعي الكف عن حب رجلٍ مثله، هل تستطيع أنت؟".

لقد ساعدت مثل هذه المواهب شواب على أن يصبح ربما أول شخص يحصل على دخل مليون دولار سنوياً، ورأى كارنيجي أنه يستحق ذلك وفق الأسباب والمنطق، "الآن شواب عبقري؟ كلا. لأنه كان يعلم عن تصنيع الصلب أكثر من الآخرين؟ كلام فارغ"، حسب ما كتبه المؤلف.

لقد رأى أهلية شواب لذلك الأمر بسبب تعامله مع الناس واستشهد بكلمات هذا الرجل المميّز في الصناعة: "أرى قدرتي على إثارة الحماس بين الرجال أعظم رصيد أمتلكه... والطريقة التي أخرج بها أفضل ما في الإنسان هي التقدير والتشجيع... لا يزال عليّ بعد أن أجد الرجل، حتى وإن كان رائعاً أو ارتقى مكانته وصعد قمة نجاحه، من لا يقوم بأفضل ما لديه من عملٍ ودفعه ليبذل أفضل ما لديه بروحٍ من القبول والتشجيع بديلاً عن فعل ذلك بروح الانتقاد".

وبالنسبة لكارنيجي،كانت هذه النصيحة نصاً مقدساً من الإنجيل وأحد العبارات المفضلة لشواب –"أكون متحمساً في استحساني وسخيّاً في ثنائي ومديحي"– التي صارت تعويذة يكررها في أغلب الأوقات.


الدكتور يتحدث....

علي محمد علي

جديد قسم : منوعات

إرسال تعليق