كل أب وكل أم يبذلوا كل ما في وسعهم لإسعاد أبنائهم، لكن هل يستطيع كل الآباء والأمهات إسعاد أبنائهم بالفعل...؟ سأحاول في سلسلة من المقالات إلقاء الضوء على بعض الأخطاء التي يقع فيها الآباء والأمهات من وجهة نظري ومن خلال ملاحظاتي لسلوكيات يمارسها بعض الآباء والأمهات مع أبنائهم والتي قد تكون سبباً في إتعاس أبنائهم، في محاولة مني للإسهام في تربية جيل سوي بدنياً، ونفسياً، وروحياً، وأخلاقياً.... جيل يستطيع أن يقول "رب ارحمهما كما ربياني صغيراً" دون أن يشعر بغصة الذكريات السيئة... وأتمنى من كل من يقرأ هذه المقالات، يتفق أو يختلف مع آرائي، يشرفني برأيه لنصل إلى أكبر درجة من الاستفادة من خلال تعدد الآراء.
الابن الغلطة... (١)من الأخطاء التي يرتكبها الآباء والأمهات في حق أبنائهم هو ما يُعرف "بالابن الغلطة" وهو مصطلح يطلقه العديد من الآباء والأمهات على الطفل الذي يُنجب دون رغبة منهم بعد أن يكون الأب والأم قد اكتفوا بعدد معين من الأبناء، وعادة ما يكون هذا الابن الثالث، أو الرابع، أو الخامس... أو ما يزيد على ذلك، على حسب البيئة التي تعيش فيها الأسرة، ووضعها المادي، والثقافي، والمجتمعي، وعلاقتها بالدين... أياً كانت ديانتها.... إلخ.
وقد يحاول بعض الآباء والأمهات القيام بعملية إجهاض لهذا الطفل بشتى الطرق، ومحاولة تبرير ذلك بأسباب واهية، مثل عدم قدراتهم البدنية والمادية... إلخ... على تربية عدد كبير من الأبناء.. وهذه جريمة من وجهة نظري فما لم يُوجد سبب وجيه مثل وجود خطر على حياة الأم، أو وجود تشوهات في الجنين، أو غير ذلك من الأسباب الوجيهة فلا مبرر لإجهاض طفل.
فتخيل عزيزي الأب وعزيزتي الأم لو أن هذا الطفل الذي حاولتم إجهاضه قد كبر، وحاول التخلص منكما أو من أحدكما فماذا سيكون شعوركما!!!
حسناً تخيلوا معي لو أنه فقط تمنى أن يتخلص من أحدكما أو من كلاكما فبماذا ستحسون وقتها!!
تخيل عزيزي الأب لو أن ابنتك كبرت وفقط أهملتك في كبرك وفضلت زوجها وأولادها عليك... وأنت عزيزتي الأم لو أن إبنك قد كبر وفضل زوجته وأولاده عليك.... ماذا سيكون رأيكما عندها؟
عزيزي الأب، عزيزتي الأم... أبنائكم نعمة كبيرة من الله وهم سبب لسعادتكم منذ ولادتهم، فحافظوا على هذه النعمة، وكونوا سبباً لأسعادهم، وكونوا سبباً لجعلهم بارين بكم، وساعدوهم على أن يقولوا "رب إرحمهما كما ربياني صغيراً" دون أن يشعروا بغصة الذكريات السيئة.
يتبع...

تعليقات: 0
إرسال تعليق