-->


المقدمة: 

كل ما في الحياة يشبه الحكايات، وفي معظمها يمكننا تضمين ما نراه بالمرايا، وما أكثرها في حياتنا تلك الزوايا التي تقوم بصقل طريقنا، وأساليب حياتنا، وأفعالنا، واندفاعاتنا، وكم من حقائق لا تظهر أمامنا فهي تختفي في خفايا، فاقرأ هذا المقال وانتبه لكل حرف به بتمعن وعناية. 
في يوم من تلك الأيام الجميلة بأجواء رائعة، وسماء صافية تملؤها الزرقاء بألوانها، وصوت عصافير تزقزق وتطرب من يسمع، وما أجمل غناها...
اجتمعت ربيع ذلك اليوم مع مجموعة من الهواء والرياح العليلة؛ لتكوين أجمل صور الدنيا زاهية ومنعشة للعيون، ألوان ثراها تمشي هناك الحقيقة منتشيه بالفرح، ترقص وتغني، تعدو للأمام وترجع للخلف تارة دون سابق انذار، وبجانب الطريق هناك ظهر الكذب، محاولاً الانتعاش واظهار الابتسامة؛ ليقوم بإلقاء التحية على الحقيقة وذكر جمال هذا اليوم، فما كان من الحقيقة غير الوقوف بسكون مستغربة!
هل فعلا الكذب أصبح صادق؟
فنعم إنه يوم جميل جدا وقد صدق!
وفي ممشاهما وبعد فترة ذكر أن الماء في ذلك البئر في أفضل حالاته اليوم، وأنه معتدل للغوص به وأخذ حمام منعش، فشكت به الحقيقة فقامت بلمس المياه فاستغربت أيضًا قول الحقيقة منه، وأحست بالأمان له في هذا اليوم، فقامت بخلع ملابسها كاملة والنزول لقاع البئر للسباحة.
فما كان من الكذب إلا قيامه بسلب ملابس الحقيقة، والهروب بعيدا عنها، وارتداء ملابسها الجميلة، غضبت الحقيقة فعلا من ذلك التصرف الغريب (لمــــــاذا)؟ 

لحقته مسرعة في محاولة بائسة لاسترجاع ملابسها... 
كانت ردة فعل أهل المدينة ومن حولها لها قاسية جدا!
هل تقومين بالركض والاستمتاع فعلا دون ملابسك أيتها الحقيقة المزيفة…
فعادت منكسرة، خجولة، مستحية من نفسها لتنزل إلى قاع البئر متسترة على جسدها العاري، وفي محاولات باءت بالفشل لعدة أيام متتالية لإقناع أحد بما حصل، ولكن دون أي نتائج تذكر…
ومنذ ذلك الحين ليومنا هذا أصبح الكذب يمشي ويظهر أمامنا جميعا بأفضل وأحلى هيئة متسترا على كل شيء... 
وأصبحت الحقيقة العارية مختبئة خائبة، لا يمكنها حتى الدفاع عن نفسها بسبب نظرتنا لها القاتلة.

وهذه هي قصة الحقيقة العارية... 

جديد قسم :

إرسال تعليق