هناك دائماً وسيلة أفضل 📊
جلس رجل أعمى على عتبة إحدى العمارات واضعًا قبعته بين قدميه وبجانبه لوحة مكتوب عليها: ”أنا أعمى، أرجوكم ساعدوني“ فمرّ رجل بالأعمى ثم وقف، ورأى أن قبعته لا تحوي سوى قروش قليله فوضع المزيد فيها، ودون أن يستأذن الأعمى أخذ لوحته وكتب عليها عبارة أخرى وأعادها مكانها، ومضى في طريقه.
لاحظ الأعمى أن قبعته قد امتلأت بالقروش والأوراق النقدية، فعرف أن شيئًا قد تغير فسأل أحد المارة عما هو مكتوب في اللوحة التي بجواره، فوجد كلماتها تقول: ”نحن في فصل الربيع لكنني لا أستطيع رؤية جماله“.
فهل هناك فرق بين اللوحتين الأولى والثانية؟! بالتأكيد هناك فرق مع أن كلتيهما تشير إلى أن صاحبها أعمى! فهل تلمّستَ الفرق؟! غيّر وسائلك دائماً عندما لا تسير الأمور كما يجب، فهناك دائما وسيلة أفضل.
أتَذكُر صاحب حانوت الكريستال (في رواية الخيميائي لباولو كويلو) الذي أمضى سنوات عدة وتجارته تبور شيئاً فشيئاً ولكنه لم يسع لتغيير ما يظنه قَدَراً حتى أتى ذلك الفتى الذي طلب من صاحب الحانوت أن ينظف قطع الكريستال التي يكسوها الغبار مقابل وجبة غداء، وفي أثناء تنظيفه تلك القطع دخل زبونان المحل، فاستبشر صاحب المحل بالفتى وطلب منه أن يعمل لديه، وبعدها عرض الفتى على صاحب المحل فكره تصنيع خزانة ليعرض فيها قطع الكريستال خارج المحل لجذب المارة، وبعد تفكير طويل استسلم صاحب المحل لإصرار الفتى، وتزايد بالفعل عدد الزبائن وازدادت المبيعات، ولكن الفتى لم يكتف بذلك بل بحث عن وسيله أخرى تحقق عائداً أكبر، فأتى بفكرة جنونية وهي أن يقدم المحل الشاي مع النعناع المنعش في أكواب الكريستال للزوار! وذلك لجذب زوار أكثر للمحل ولرؤية الكريستال عن قرب وتجربة خاصيته في حفظ طعم الشاي ونكهته، وهنا تردد صاحب المحل كثيرا، ولكن مع إصرار كبير من الفتى وافق. وازدهر ذلك المحل بفضل وسائل ذلك الفتى المؤمن بأن هناك دائمًا وسيلة أفضل.
—— #مغزى_القصة 💭 ——
هل لاحظت معي أن صاحب المحل لم يفكر أبدًا في أي تغيير وكانه ألِف وضعه الخاسر وأصبح شيئا لا يمكن تغييره؟ فهو لم يفكر بما ينبغي عليه فعله من تغيير ليحصل على النتيجة التي يرغبها وهي (مبيعات أكثر)، هل لاحظت معي أن جميع الأفكار أتت من الخارج (من الفتى)؟
السؤال الأهم هنا: هل تعيش الحالة نفسها؟ هل لديك هدف تسعى لتحقيقه ولكنك إلى الآن لم تحققه؟ هل أنت متضايق ومنزعج لأنك لم تصل إلى هدفك بعد ؟ هل سألت نفسك، لماذا لم أحقق هدفي حتى الآن؟ هل خرجت من هذه الحالة ونظرت إليها من بعيد لتعيد تقييم نفسك وتطويرها وإرشادها إلى أقرب الطرق لتحقيق هدفك؟ هل استشرت من تثق بهم عن سبب عدم تحقيق هدفك؟ هل لديك الجرأة الكافية للتغيير؟
علي محمد علي

تعليقات: 0
إرسال تعليق