-->

 وقف المحامي في ساحة المحكمة يستعرض القضية التي وكل للدفاع فيها وكانت هذه القضية هي قضية سرقة وكانت علامات الشر تظهر علي وجه المتهم ما يوحي بأنه سارق بالفعل كما أنه كان هناك شود علي واقعة السرقة، شاهدوا المتهم وهو يسرق صندوق من احدي الشرفات وبعد دراسة طويلة لهذه القضية قرر المحاي أن تخذ اسلوب جديد يستطيع به اخذ حكم البراءة لهذا اللص فقال : يا حضرات القضاة إن موكلي لم يقم بإرتكاب تلك الجريمة كما تظن هيئة المحكة ولكن كل ما هناك أنه كان ماراً بلك الشرفة المطلة علي الطريق فما كان من يده اليمني إلا أن امتدت إلي الصندوق الذي كان بها وأخذته وهنا اندهش القاضي للطريقة التي يعرض بها المحامي قضية موكله وكيف يعترف بأنه سرق الصندوق بالفعل فقرر الانتظار حتى يكمل المحاي مرافعته وهو شعر أن في الأمر حيله ،اكمل المحامى قائلاً : يد اللص في التي سرقت وليس هو ومما لا شك فيه سيدي القاضي أنك توافقني على أن اليد ما هي إلا عضو من الاعضاء الكثيرة في الجسم، فهل من العدالة أن تؤخذ جميع الاعضاء بجريمة عضو واحد منها؟.

وهنا ضحك القاضي فقد شعر بأن المحاي يمزح أو قد أصابته لوثة في عقله، فقرر أن يجاري المحاي في دفاعه إلي اخر المحاكمة وان يشعره بأنه أفلح في الدفاع عن موكله فقال له القاضي : أن حجتك يا حضرة المحاي منطقية جداً ولا يوجد فيها اي جدال ولذلك قضت المحكمة بحبس يد المتهم اليمني التي سرقت الصندوق سنة مع الشغل وللمجرم مطلق الحرية في أن يصحبها أو لا يصحبها إلي السجن وهنا تهللت اسارير المحامي الذي نظر إلي موكله وهو فرحان فقام المجرم على الفور وخلع يده اليمني لأنها كانت يد صناعية وفي نظرة دهشة من جميع الحضور وعلى رأسهم القاضي، قام اللص وخرج تاركاً يده تلقي مصيرها من العقاب. 


المستفاد من القصة : لولا استهانة القاضي بكلمات المحامي واعتبارها مزحة أو لوثة لعقل المحاي لما فلت هذا اللص السارق من العقوبة الاكيدة التي كانت تنتظره لذلك لا يغرنك المظهر وابحث دائماً عن الجوهر ففي التأني السلامة وفي العجلة الندامة



جديد قسم :

إرسال تعليق